السبت، 17 أكتوبر 2015

إختبارات الرسوم

       تتميز الإختبارات الإسقاطية عموماً بتنوع تفسيراتها للشيء الواحد ، ويختلف الباحثون حول التحديد الأكيد لظاهرة معينة . ولكن عملياً تفيد هذه الاختبارات في التعرف على جوانب معينة في الشخصية و لاسيما إذا ترافق إجراء الاختبار مع الحوار مع الشخص نفسه حيث يجري تقدير درجة احتمالية إضطراب معين وجدها الفاحص.  وهذا ما يعرف بتجاوب المفحوص مع تفسير معين للفاحص مما يجعل مصداقية التفسير مرتبطة بالمفحوص نفسه ، وهذا مفيد في العلاقة العلاجية مع المريض ويشبه ذلك  تفسيرات التحليل النفسي وفعاليتها. 
وتفسير الرسوم لا يخضع فقط لمعايير التحليل النفسي بل يعتمد على مفاهيم أخرى عديدة ترتبط بعلم نفس المرضي الإكلينيكي في إتجاهه المعرفي كذلك، عبر تحليل الأشكال و تفسير دلالتها مع الإعتماد على تبريرات المفحوص، إضافة إلى التحليل الاجتماعي والرمزي، واعتماد المبادئ الكلية لمعنى الشكل ودلالته (Gestalt ) ، وغير ذلك ..

      الرسم يعكس وجها من التجربة الوجودية للفرد (أحلامه، رغباته، مخاوفه، اهتماماته...) من خلال الموضوعات التي يختارها لرسمها، فالرسم يشكل بالنسبة للشخص الوظيفة الإسقاطية التي تحرره من وطأة المآزم الداخلية أو المآزم العلائقية وكذلك الكشف عنها، الشيء الذي يساعد على فهم شخصية الأطفال، ومستوى نموهم العاطفي والمعرفي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق